كانت جميله... حتي جمالها كان هادئا مثل طباعها ...
عيناها العسليتين عنوانا للبراءة ...
وشعرها الجميل المنسدل علي كتفيها يثير اعجاب كل من رأه ...
كانت تحس بسعادة داخليه عندما تسمع كلمات الاعجاب بجمالها...
من خالاتها وعماتها وأقاربها...
فتبتسم في خجل ثم تركض الي حجرتها ركضا...
كانت دائما تحب أن تلعب مع اولاد عمها واولاد خالها ...
كانت أمها هي من تنادي عليها تعالي العبي
مع أولاد خالك...
مرت سنوات الطفوله سريعه وشعرت بمظاهر
التغيير تباغت جسدها...
دخلت عليها أمها ذات يوم وأحضرت لها حجابا...
وقالت لها البسي ذلك الحجاب...
واياكي أن تحادثي أحدا من الأولاد ...
انتي الان لم تعودي طفله...
انتي الان اصبحتي فتاة...
لم تفهم معني الأمر في حينها...
ولكنها كعادتها نفذت من غير مجادله...
وبدأت أحاسيس غريبه تتسرب الي نفسها...
كثيرا ما ظبطت نفسها تفكر وتسرح وتركز في كلمات الأغاني العاطفيه...
التي كثيرا ما كانت ترددها في طفولتها من غير أن تفهم معانيها...
لم تبالي كثيرا بل تركت نفسها تستمتع بتلك الاحاسيس الجميله...
في طريقها من و الي المدرسه الثانويه ...
كانت تملأ أذنيها كلمات الأعجاب من الشبان ...
هذا جارها الذي يسكن في نفس الشارع ...
وهذا طالب في مدرسه البنين المجاورة لمدرستها ...
حتي زميلها الذي يدرس معها في درس اللغه الأجنبيه
يختلق الحجج ليستعير منها كتابا...
ليضع لها فيه ورقه يعبر فيها عن اعجابه وهيامه بها ...
كانت حريصه علي مقابله كل محاولاتهم للتقرب...
منها ببرود ولا مبالاة ظاهريه...
بل بكثير من التسفيه في بعض الأحيان...
فهي حريصه علي تطبيق تعليمات أمها بكل دقه...
كانت تتساءل في نفسها لماذا يفعلون كل هذا...
فتبتسم بينها وبين نفسها فرحا ثم تركض الي حجرتها ركضا...
عندما يأتي أولاد عمها لزيارتهم تشير اليها أمها بغمزة عين ...
فتسرع الي حجرتها وتغلق الباب ولا يفتح الا بعد ذهابهم...
هكذا كانت التعليمات...
وفي الجامعه... وجدت نفسها من جديد
مضطرة للتعامل مع هذا الصنف الثاني من البشر...
كثيرا ما حاول الشبان محادثتها أو التقرب اليها...
ولكنها كانت ترصد أي محاوله للتقرب منها قبل أن تبدأ...
فتستعد لصدها...
تنفيذا للتعليمات المشددة من قبل الأم هذه المرة ...
كانت دائما ما تسمع أمها تثني علي أخلاقها أمام الأقارب وتفتخر بها...
قائله أنا بنتي قطه مغمضه دي بتتكسف من خيالها...
دي ما تعرفش تتكلم مع أي شاب ...
وتردف بكل فخر أنا ربيتها علي كدة...
*********
هي الان فتاة ناضجه أنهت تعليمها الجامعي ...
وبدأت رحله العمل ...
هي الان في معترك الحياة ...
وفجأة خفت حدة التعليمات التي تعودت أن تسمعها من الأم...
بخصوص ذلك الكائن الأخر المسمي بالرجل...
كلما تعرضت لكلمات اعجاب أو محاوله للتقرب من زملائها في العمل
يعمل جهاز الصد التلقائي وبدون تفكير أو اقتناع هكذا عودتها أمها ...
تعود الي بيتها وتروي لأمها ما حدث حتي تفتخر بها كعادتها ...
ولكن...
هذه المرة كلام الأم قد تغير تماما ...
يابنتي غلط متصديش كل راجل عاوز يتقرب منك ...
خليكي ودودة ولطيفه في كلامك معاهم...
ومفيش مانع من شويه رقه ودلع في طريقه تعاملك معاهم ...
بالطريقه دي مش هتتجوزي...
فجأة تغيرت التعليمات من النقيض للنقيض ...
وأخذت تسأل أمها والأم تنظر اليها وعلامات الدهشه علي وجهها...
ألست انتي التي صورتي لي ذلك الكائن ...
علي أنه كائن ديناصوري مفترس...
ألست أنتي من حرضتيني علي صدة طيله حياتي ...
هل تحول فجأة الأن الي كائنا أليفا وديعا ...
ولو كان تجاهلهم وصدهم خطأ ...
فلماذا كنتي تفتخري بي وتشجعيني عندما كنت أفعل ذلك...
ترد الأم وهي مقتنعه بصحه ما فعلت ...
أنا كنت خايفه عليكي ...
ولكن الفتاة الحائرة لم تقتنع ولكنها أيضا لم تثور...
فقط قررت أن تكمل حياتها ولكن هذة المرة ...
بدون تعليمات أو أوامر...
*****