topbella

السبت، ٢٦ ديسمبر ٢٠٠٩

بين النقاش و الاقناع والتعليمات والأوامر






عاشت سنوات طفولتها طفله هادئه وديعه...
كانت جميله... حتي جمالها كان هادئا مثل طباعها ...
عيناها العسليتين عنوانا للبراءة ...
وشعرها الجميل المنسدل علي كتفيها يثير اعجاب كل من رأه ...
كانت تحس بسعادة داخليه عندما تسمع كلمات الاعجاب بجمالها...
من خالاتها وعماتها وأقاربها...
فتبتسم في خجل ثم تركض الي حجرتها ركضا...
كانت دائما تحب أن تلعب مع اولاد عمها واولاد خالها ...
كانت أمها هي من تنادي عليها تعالي العبي
مع أولاد خالك...

مرت سنوات الطفوله سريعه وشعرت بمظاهر
التغيير تباغت جسدها...
دخلت عليها أمها ذات يوم وأحضرت لها حجابا...
وقالت لها البسي ذلك الحجاب...
واياكي أن تحادثي أحدا من الأولاد ...
انتي الان لم تعودي طفله...
انتي الان اصبحتي فتاة...
لم تفهم معني الأمر في حينها...
ولكنها كعادتها نفذت من غير مجادله...

وبدأت أحاسيس غريبه تتسرب الي نفسها...
كثيرا ما ظبطت نفسها تفكر وتسرح وتركز في كلمات الأغاني العاطفيه...
التي كثيرا ما كانت ترددها في طفولتها من غير أن تفهم معانيها...
لم تبالي كثيرا بل تركت نفسها تستمتع بتلك الاحاسيس الجميله...

في طريقها من و الي المدرسه الثانويه ...
كانت تملأ أذنيها كلمات الأعجاب من الشبان ...
هذا جارها الذي يسكن في نفس الشارع ...
وهذا طالب في مدرسه البنين المجاورة لمدرستها ...
حتي زميلها الذي يدرس معها في درس اللغه الأجنبيه
يختلق الحجج ليستعير منها كتابا...
ليضع لها فيه ورقه يعبر فيها عن اعجابه وهيامه بها ...
كانت حريصه علي مقابله كل محاولاتهم للتقرب...
منها ببرود ولا مبالاة ظاهريه...
بل بكثير من التسفيه في بعض الأحيان...
فهي حريصه علي تطبيق تعليمات أمها بكل دقه...
كانت تتساءل في نفسها لماذا يفعلون كل هذا...
فتبتسم بينها وبين نفسها فرحا ثم تركض الي حجرتها ركضا...
عندما يأتي أولاد عمها لزيارتهم تشير اليها أمها بغمزة عين ...
فتسرع الي حجرتها وتغلق الباب ولا يفتح الا بعد ذهابهم...
هكذا كانت التعليمات...
وفي الجامعه... وجدت نفسها من جديد
مضطرة للتعامل مع هذا الصنف الثاني من البشر...
كثيرا ما حاول الشبان محادثتها أو التقرب اليها...
ولكنها كانت ترصد أي محاوله للتقرب منها قبل أن تبدأ...
فتستعد لصدها...
تنفيذا للتعليمات المشددة من قبل الأم هذه المرة ...
كانت دائما ما تسمع أمها تثني علي أخلاقها أمام الأقارب وتفتخر بها...
قائله أنا بنتي قطه مغمضه دي بتتكسف من خيالها...
دي ما تعرفش تتكلم مع أي شاب ...
وتردف بكل فخر أنا ربيتها علي كدة...
*********
هي الان فتاة ناضجه أنهت تعليمها الجامعي ...
وبدأت رحله العمل ...
هي الان في معترك الحياة ...
وفجأة خفت حدة التعليمات التي تعودت أن تسمعها من الأم...
بخصوص ذلك الكائن الأخر المسمي بالرجل...
كلما تعرضت لكلمات اعجاب أو محاوله للتقرب من زملائها في العمل
يعمل جهاز الصد التلقائي وبدون تفكير أو اقتناع هكذا عودتها أمها ...
تعود الي بيتها وتروي لأمها ما حدث حتي تفتخر بها كعادتها ...
ولكن...
هذه المرة كلام الأم قد تغير تماما ...
يابنتي غلط متصديش كل راجل عاوز يتقرب منك ...
خليكي ودودة ولطيفه في كلامك معاهم...
ومفيش مانع من شويه رقه ودلع في طريقه تعاملك معاهم ...
بالطريقه دي مش هتتجوزي...

فجأة تغيرت التعليمات من النقيض للنقيض ...
وأخذت تسأل أمها والأم تنظر اليها وعلامات الدهشه علي وجهها...
ألست انتي التي صورتي لي ذلك الكائن ...
علي أنه كائن ديناصوري مفترس...
ألست أنتي من حرضتيني علي صدة طيله حياتي ...
هل تحول فجأة الأن الي كائنا أليفا وديعا ...
ولو كان تجاهلهم وصدهم خطأ ...
فلماذا كنتي تفتخري بي وتشجعيني عندما كنت أفعل ذلك...
ترد الأم وهي مقتنعه بصحه ما فعلت ...
أنا كنت خايفه عليكي ...
ولكن الفتاة الحائرة لم تقتنع ولكنها أيضا لم تثور...
فقط قررت أن تكمل حياتها ولكن هذة المرة ...
بدون تعليمات أو أوامر...
*****







هناك ٢١ تعليقًا:

صفــــاء يقول...

هو تناقض و خوف غريزي
وازدواجيه معايير صارخه طبعا
لكن واياً كان المسمى مش المفروض نطغى على شخصيه اولادنا للدرجه اللى يعجزو فيها عن تمييز الصح وبعدها نيجى نقولهم انهم كبروا وقررو بقى
طرح رقيق جدا

تحياتى لك

sal يقول...

ما سلكته الام من تصرف وتعليمات هو عين الصواب
ليس دعما من عندى لمن هم فى سنى هههههه
ولكن الاساس لازم يبقى صح وبعد اجتياز عتبة الجامعة
من حق الفتاة والام ان تتغيير الاوامر والتعليمات
ف كل وقت وله اذان ....
والفتاة برأى لن تمضى بقية حياتها بلا تعليمات واوامر
انما تعليمات واوامر ضميرها حتفضل معاها حتى النهاية
اتمنى للفتاة التوفيق
واتمنى لك النجاح

البنفسج الحزين يقول...

صفاء:
معاكي حق وهذا التناقض هو الذي أحدث صدمه للفتاة ودفعها الي أن تفقد الثقه في تعليمات الأم وقررت ألا تتبعها وكلنا يعلم ما الخطر الذي يتهددها اذا اتبعت تعليمات نفسها...
أشكرك شكرا جزيلا علي المجامله الرقيقه...

البنفسج الحزين يقول...

sal:
أنا لا اشكك في صواب ما كانت تأمر به الأم ولكن المشكله كانت في طريقه تطبيق هذا الصواب...
لأنها اتبعت مع الفتاة أسلوب الأوامر والتعليمات التي كانت تلزم الفتاة بتنفيذها بدون أن تجلس معها تناقشها وتسمع رأيها ...
بس حضرتك مش شايف ابدا ان التناقض في أوامر الأم بعد خروج الفتاة للعمل كان خطأ؟
ولا هتفضل برضه متحيز لصف الأباء والأمهات هههههه

أشكرك

غير معرف يقول...

اعتقد ان المفترض تعريف الفتيات بالخطأ والصواب ثم ترك الفتيات للحياه فقط

الصواب والخطأ من وجهه نظر الدين فقط

تحياتي

MOHAMMED ELBANNA يقول...

البنفسج الحزين
موضوعك جميل
والام غير مخطأه ولكن الخطأ عند البنت التى لم تستطع التفريق بين المراحل العمريه وبين ان لكل سن تعليماته وأوامره .
وتعليمات امها لها كانت لأنها صغيره وغير ناضجه ، أما عندما نضجت فتصبح هذه التعليمات ليست أوامر ولكنها تنفذها بمحض إرادتها ورغبتها .
اعذريني على الاطاله لكن موضوعك شدني .
تقبلي مروري وتحياتي
محمد البنا
طريق النجاح
http://tareekelnagah.blogspot.com/

البنفسج الحزين يقول...

فتاة من الصعيد:
اتفق معكي أن الدين فقط هو من يضع حدود الصواب والخطأ...وأنا لم أتطرق ابدا الي هذه النقطه .
مشكله هذه الفتاة هي طريقه تعامل الام معها والتناقض الرهيب في ما يخص الجنس الاخر ...

البنفسج الحزين يقول...

محمد البنا:
اولا بارحب بيك زائر جديد للمدونه وأتمني متكونش أول وأخر مرة...
ثانيا :أنا مقولتش ان الأم في القصه كانت أوامرها غلط لكن الغلط انها لم تجلس مع بنتها ولم تدير معها حوار عقلاني تعرفها فيه أوجه الصواب والخطأ في علاقتها وتعاملاتها مع الجنس الأخر وهذا برأيي كل ما كانت تحتاجه الفتاة في جميع مراحل عمرها...أو بمعني اخر مش صح ان الحوار بين الاباء والابناء ياخد شكل الأوامر والتعليمات حتي عند نضج الابناءبل لابد أن يأخذ الحوار بينهما اسلوبا اخر هو المناقشه والاقناع وهذا الأسلوب أكيد هيأتي بالفائدة المرجوة من أقصر الطرق لأن الابن سيفعله عن اقتناع وليس طاعه عمياءلأوامر الأب يكون مجبر عليها ...
تحياتي

اقصوصه يقول...

في راي دور الاهل لا ينتهي ابدا

حتى بعد تخرج الاولاد

او ارتباطهم وتكوينهم لاسر مستقره

يبقى دور الاهل مهما

ولا غنى عنه

micheal يقول...

ما هو من الأول جو القهر ده بيعمل تأثيرات سلبية في شخصية البنت..مينفعش أقفل عليها كأني بحاول أخبي مصيبة وبعدين مرة واحدة أقولها انتي محدش معبرك..وعاوز أخليها صياد يصطاد عريس..طب ازاي وهي عايشة في دور الفريسة طول عمرها؟
تحياتي

البنفسج الحزين يقول...

أقصوصه:
طبعا دور الأهل مهم جدا ومستمر ومهما كبر الانسان يحتاج دائما لمراجعه الأهل في أمور حياته...
تحياتي

مايكل :
منورني يا عميد...
الله ينور عليك انت لحد دلوقتي أكتر واحد وصل للمغزي الحقيقي اللي قصدته من القصه..
وهي فكرة عزل البنت عن الجنس الاخر نهائيا بحجه الخوف عليها لأن مهما عزلناها برضه هييجي وقت وتحتم عليها الظروف التعامل مع الجنس الأخر ...
ودائما أكثر البنات وقوعا في الخطأ هم الذين تربوا في بيئات منغلقه لأنها تصبح فريسه سهله في أيدي صياد محترف...
لازم البنت تعيش الحياة علي طبيعتها وتتعامل مع كل الناس وتقابل الخير والشر ... ودور الاهل هو التوعيه والتوجيه وعند وجود جسر من الصداقه والثقه بينها وبين أهلها وبالأخص والدتها هتفهم كويس ايه الصح وايه الغلط وايه الحدود المسموح بها في التعامل شرعا وعرفا وهتكون حريصه جدا علي تطبيقها لأنها مقتنعه ...  

ستيتة يقول...

انا دايما اقول اللي يزيد عن حده ينقلب ضده

وهو ده اللي حصل

التقاليد مش كلها صح
والدين عمره ما كان جامد وغير صالح لمكان او زمان

كل راجل ها يصقف لأم البنت دي وينبسط بيها
وفي نفس الوقت عاوز المرحة اللي برضه يلاقي مدخل علشان يعرف شخصيتها ويتقدم لها

الحقيقة يا بنفسجة لا انا اتربيت كده مع ان مامتي شبه الماما دي بس انا مش بتاعة اوامر خاااااااااااااالص
وطبعا البنوتة دي وفي ظل المتغيرات اللي حكيتيها لازم لازم تتغير سنة سنة
شوية شوية
يعني لما تشوف الجنس الأخر ميكونش في نظرها بس الولد اللي اتمنعت تلعب معاه والا الولد اللي بيعاكسها
ممكن يكون مجرد انسان
صعبة بس مش مستحيلة
مجرد انسان وكل انسان وله حدود في التعامل حتى لو ست ومتعرفيهاش برضه لها حدود
وشوية شوية ها تتغير والله

تحياتي ومش عارفة البوست ده نزل إمتى

البنفسج الحزين يقول...

د.ستيته:
فعلا كل الرجال اللي علقوا كانوا موافقين علي تصرف الأم...والستات والبنات كانوا متعاطفين مع البنت ...الا (مايكل )عشان هو اليومين دوله منضم لجمعيه المرأة المتوحشه...هههههههههه
البوست ده نزل امبارح ايه هو مش باين عندك ولا ايه لأ دا انا أزعل قوي ...

هناء محمود يقول...

أدوار بنحتاجها فى حياتنا وبنلعبها فى نفس الوقت وأهى دنيا

david santos يقول...

Brilliant picturs!
Congratulations!
Happy New Year!

البنفسج الحزين يقول...

أم بوبه...
نورتيني

david santos:

thank you very much
you welcome
Happy new year

غير معرف يقول...

البنفسج الحزين
اول زيارة لمدونتك وربنا يوفقك
بالنسبة للبوست وبما انى ام اقولك
فى اوقات ما نقوم بدور هذه الام ولكن مش مع التخويف هو تحذير ولابد من وضع الثقة فى الابناء عند التعامل فاانا اعلم جيدا انى لااستطيع ان احجبها عن عالم ستصادف فيه حتما الجنس الذكرى
يعنى مثلا عند تخطى فترة الطفولة لفترة المراهقة لازم من وضع قواعد وتعليمات للتعامل مع النصف الاخر والا يكون التعامل ممنوع ولكن مش مفتوح
ومن هذا المنطلق سيكون التعامل فى المراحل العمرية الاخرى التعامل بانضباط وليس بانفتاح
سعدت بالمرور على مدونتك
تحياتى

البنفسج الحزين يقول...

أم مالك:
أهلا وسهلا بيكي زائرة جديدة للمدونه وان شاء الله متكونش أول وأخر مرة ههههه...

طبعا أنا متفقه معاكي جدافي ان دور الأم أساسي في التوجيه والنصح للفتاة فيما يتعلق بتعاملها مع الجنس الأخر في كل مراحل عمرها...حضرتك لخصتي المغزي اللي كنت عايزة أوصله في جملتين:

(والا يكون التعامل ممنوع ولكن مش مفتوح)و
(اانااعلم جيدا انى لااستطيع ان احجبها عن عالم ستصادف فيه حتما الجنس الذكرى)

تحياتي

بحر الالوان يقول...

الخوف من المجهول يبرر التناقض والتحول ما بين اوامر الطفولة واوامر الشباب ...... فالام في البداية تفرط في حماية اطفالها من ذلك المجهول الذي يتربص بصغارها في العالم الخارجي .... فالحماية هنا حالة من حالات دفع المجهول ..... اما بعد مرور السنين فهو خوف من المجهول ايضا ولكنه مجهول مختلف هذه المرة ..... مجهول المفارقة ..... فالابوين يبحثان عمن يوفرها تلك الحماية لصغارهم ولكن في سياق اخر ....ولهذا فالابوين دائما ما يقرنان الزواج بكلمة الطمانينة .

لذا فالام لم تتغير ولا تناقض نفسها ...... وانما السياق هو الذي اختلف

تحياتي لك

وكل عام وانت بخير

البنفسج الحزين يقول...

بحر الألوان:
تحياتي وترحيبي الكبيرين لك:
الخوف من المجهول أمر طبيعي
وأخذ الحذر والتوقي أيضا مطلوب
ولكن لابد ألا يستبد بنا هذا الخوف
الي مقاطعه ذلك المجهول لأنه لن يستمر مجهول طول العمر بل سنوات قليله وسيصبح معلوم
وأمر واقع في حياتنا فالأجدر
بنا أن نتدرب علي مواجهه
ذلك المجهول المواجهه الصحيحه
بدلا من أن نتفاجأ بوجوده
أمامنا فلا نحسن التصرف...
ونقع في المخاطر
نتيجه لجهلنا به...
كل عام وحضرتك بخير

Unknown يقول...

انا سعيد جداً لمرورك الراقي بمدونتي المتواضعه
وما اسعدني اكثر هو اضافتني ضمن قائمة اصدقائك :)
شكراً لكِ وانتظر تواجدك الدائم
وكل عام وانتي بألف خير